{ لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا}
/م116
أي إن الله سبحانه وتعالى طرده من رحمته ، وأخرجه من جنته ، كما عتا وتمرد وخرج عن طاعته ، فلم يسجد لآدم ، وقد أمره الله تعالى بالسجود له فلما طرده الله من ظلال جناته بسبب عصيانه بالنسبة لآدم ، وجعل عمله في هذا الوجود مصادمة الخير ، وجذب ذرية آدم إلى الشر قال مؤكدا بلسان المقال والفعال:لأتخذن من عبادك الذين خلقتهم من ذرية آدم نصيبا مفروضا ، أي مقدارا معينا قليلا كان أو كثيرا ، أي أنه سيستهوي طائفة من عباد الله ، ويسيطر على نفوسهم ويجعلهم في طاعته ، بدل أن يكونوا في طاعة الله سبحانه وتعالى ، ويقول الأستاذ الإمام محمد عبده:إن النصيب المفروض هو ما للشيطان في نفس كل واحد من الاستعداد للشر ، الذي هو أحد النجدين في قوله تعالى:{ وهديناه النجدين( 10 )}( البلد ) ، وفي الحق أن هذا ليس من اتخاذ الشيطان إنما هو خلق الشخص والشيطان يأخذ من يأخذه من العباد من طريق السيطرة على جانب الشر .
اللهم جنبنا وسوسة الشيطان وتزيينه ، واجعلنا معك ، ومع القرآن ومع الرسول ومع المؤمنين .