{ أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا}
/م119
أولئك الذين يعطون ولايتهم للشيطان ويخسرون فطرتهم السليمة ونفوسهم المستقيمة وعقولهم المدركة ، تحت سلطان الأماني الكاذبة والأوهام الخادعة ، لا يكون لهم مأوى يوم القيامة غير جهنم ، ولا يجدون ملجأ دونها يلجئون إليه ، فلا مفر منها ولا مهرب ، وذلك جزاء إضرارهم لفطرتهم وانحرافهم عن الجادة ، ويرميهم بغرور الشيطان ، وإن ذلك يتبعه الأذى لبني الإنسان ، وتركهم عبادة الديان ، والإعراض عن الحق إذا جاءهم به رسل الله تعالى ، وأنهم لا معدل لهم عنها ولا مهرب ، وهذا معنى:{ ولا يجدون عنها محيصا} أي معدلا ومهربا من حاص يحيص عدل وهرب .
ولقد بين الله تعالى في مقابل ذلك جزاء المتقين . فإنه لا يستويالذين يعلمون والذين لا يعلمون ، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى:{ والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا( 122 )} .