( اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم ) كان النهي عن قتل الصيد وهم حرم سهلا على نفوس الأتقياء شديدا على نفوس الأشقياء الذين يسيرون وراء أهوائهم وكل أمر ممنوع متبوع ، وقد ابتلاهم الله تعالى بالصيد تناله أيديهم ورماحهم ، وهو قريبون منه وهو قريب منهم فكان لا بد من شكائم قوية تحكم النفس وتمنعها من الانطلاق وراء إشباع الرغبات ، وهي على مقربة منها والإرادة الحازمة المسيطرة على هوى النفس صبر قوى وضبط للنفس ، وقد نبه سبحانه إلى العقاب الشديد للمخالف ، كما نبه إلى رجاء الرحمة والغفران لكي يكون الصبر على رجاء الله سبحانه وتعالى وخوفه ، فيخشى عقابه ، ويرجوا رحمته وثوابه ، فالمؤمن في خوف وقد روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لتعادلا ){[989]} فهذا النص لتقوية إرادة المؤمن والآية فيها عبارات تنبئ عن التشديد فيما اشتملت ، فابتدأت بالأمر الحازم ( اعلموا ) وفي ذلك تنبيه شديد وإيقاظ للضمير ليكون ما ينبه إليه من بعد أوثق في القلب وأشد تثبيتا ، ثم أكد الخبر ب ( ان ) في بيان في ذكر الله تعالى وصفه بشدة العقاب ، وصفه بالغفران والرحمة ، ثم تكرر ذكر لفظ الجلالة لتربية المهابة في النفس وتوكيد شدة عقابه سبحانه وتوكيد غفرانه ورحمته .
والغفران ستر الذنوب ، والرحمة الثواب ، وأن ذلك عدل الله تعالى فلا يستو من يحسن ومن يسيء