( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) .
التبشير هو الإخبار بالبشرى وهو الخبر السار والإنذار هو الإخبار بالسوء في المستقبل تحذيرا وإعذارا فالتبشير وعد بما يلقى في النفس السرور والاطمئنان ، والإنذار وعيد بالعذاب والجزاء المماثل للإثم وقصر الله تعالى المرسلين على الإنذار والتبشير لأنه ليس عليهم أن يحملوا الناس على الهداية إن لم يهتدوا ولا يتحملوا وزر العصاة إن عصوا امر ربهم انما الثواب لمن أطاع والعذاب لمن عصاه وذكر سبحانه وتعالى ذلك بالنص لأن النبي صلى الله عليه وسلم كادت نفسه تذهب ، عليهم حسرات حتى يؤمنوا وقال تعالى له:( لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين 3 ) ( الشعراء ) فالله سبحانه وتعالى بين له أنهلا يهدي من أحب وأنه ليس عليه هدايتهم وأن رسالته غايتها الإنذار والتبشير كسائر المرسلين وأنه بعد تبليغ الرسالة يكون الخير لهم والتبعة عليهم .
( فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) أي فمن أذعن للحق ، وآمن بما جئت به ، وجعل هواه تبعا لما تدعو إليه فله الجزاء الأوفى ودعم الإذعان الحق بالعمل الصالح فالإيمان من غير عمل أجوف أجرد لا ينتج بذاته ومن آمن وعمل صالحا فإنه لا يحزن على ما فاته في الماضي بل يطمئن بذكر الله ، ولا يخاف من المستقبل لأنه يرجو ما عند الله تعالى .