وان هذا العلم الذي ثبت بالعيان والشهادة هو الذي يبني عليه الحساب والعقاب ولذا قال تعالى:( والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون8 ) .
( والوزن يومئذ الحق ) أي يكون الوزن للأعمال وزنا حقا ثابتا لا يميل على باطل ولا يكون مبنيا الا على الحق و ( الوزن ) مبتدأ و ( الحق ) خبره وتعريف الطرفين يكون دالا على القصر أي أن الوزن يكون مقصورا على الحق لا ياتي بباطل فهو مقياس دقيق يميز خير الأعمال من شرها ، ( فمن ثقلت موازينه ) موازينه جمع ميزان أي من رجحت كفة موازينه بأن كانت أعماله في كفة الميزان كبيرة ثقيلة ( فأولئك هم المفلحون ) الفائزون أي انهم المفلحون وحدهم لا يفلح غيرهم وذلك لتعريف الطرفين ، والإشارة إلى من ثقلت موازينه وهنا يقال:أن الميزان واحد ، فلماذا كان التعبير بالجمع بكلمة ( موازينه ) ؟ فنقول في الإجابة عن ذلك إنه لتعدد الأعمال الموزونة يكون كل صنف منها قد ثقل فيها ميزانه فيكون قد ثقلت موازينه .