قوله تعالى:{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ} .
بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن وزنه للأعمال يوم القيامة حق أي لا جور فيه ،ولا ظلم ،فلا يزاد في سيئات مسيء ،ولا ينقص من حسنات محسن .
وأوضح هذا المعنى في مواضع أخر كقوله:{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [ الأنبياء: 47] ،وقوله:{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [ النساء: 40] إلى غير ذلك من الآيات .
قوله تعالى:{فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} [ 8 – 9] .
بين تعالى في هذه الآية الكريمة: أن من ثقلت موازينهم أفلحوا ،ومن خفت موازينهم خسروا بسبب ظلمهم ،ولم يفصل الفلاح والخسران هنا .
وقد جاء في بعض المواضع ما يدل على أن المراد بالفلاح هنا كونه في عيشة راضية في الجنة ،وأن المراد بالخسران هنا كونه في الهاوية من النار ،وذلك في قوله:{فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هيه نَارٌ حَامِيَةٌ} [ القارعة: 6 – 11] .
وبين أيضاً خسران من خفت موازينه بقوله:{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [ المؤمنون: 103 – 104] إلى غير ذلك من الآيات .