{ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ ( 57 )} .
الملجأ – الحصن ، والمعنى لو يجدون ملجأ يتحصنون به في قمة جبل وذلك حصن طبيعي ، أو قلعة يبنونها ، وذلك حصن صناعي ، أو جزيرة يأوون إليها .
{ أَوْ مَغَارَاتٍ} ، بفتح الميم وهناك قراءة أخرى بضمها ( 1 ){[1239]} ، وعلى قراءة الفتح يكون الفعل غار وعلى قراءة الضم يكون الفعل أغار ، والمعنى مكان يختفون فيه عن الأنظار ، ولذا قيل على الثقب في الجبل غار ؛ لأنه يختفي فيه من يذهب إليه ، فلا يراه السيارة .
{ أو مدخلا} ، وهو الطريق الخفي الذي يختفي فيه الأعين ، كالشعبب بين جبلين ، أو نحو ذلك من المسارب التي لا يقتحمها الناس ، ولا يقصدون إليها .
و ( لو ) في قوله تعالى:{ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً} حرف شرط يقال له حرف امتناع لامتناع وجواب الشرط{ لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ} ، أي لانصرفوا إليه{ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} أي لذهبوا إليه مسرعين ، كالفرس الجموح ، وكان التعبير بالجموح للإشارة إلى جموحه ، وأنهم يشردون عن الطريق ، فهم إن كانوا يجمحون هذا الجموح ، مغلولين في انحرافهم فكيف يؤمنون ؟ ، ويخلعون رداء النفاق الدنس ويكونون مع المؤمنين يشعرون بشعورهم ، ويحسون بإحساسهم ؟ .
ولماذا كانوا يتمنون أن يخرجوا ؟ ، كانوا يتمنون ذلك لأنهم يضيقون ذرعا بالمؤمنين ، يسوءهم عزهم وهم مستمر بعونه تعالى ، وحياطته لهم ، ولأن المؤمنين كشفوا أمرهم ، ولأنهم يدعون للجهاد ولا يذهبون إليه ؛ ولأن ذوى قرابتهم ، وأولياؤهم قد برموا بهم فضاق العيش ، وما ضاق عليهم إلا لسبب ما أوتي المؤمنون من الخير . . . . والله من ورائهم محيط .