لما ذكر الإحياء والإماتة وكان الإحياء بكسر الهمزة يذكر بالأحياء بفتحها ،وكانت الإماتة تذكّر بالأموات الماضين تخلص من الاستدلال بالأحياء والإماتة على عظم القدرة إلى الاستدلال بلازم ذلك على عظم علم الله وهو علمه بالأمم البائدة وعلم الأمم الحاضرة ؛فأريد بالمستقدمين الذين تقدموا الأحياء إلى الموت أو إلى الآخرة ،فالتقدم فيه بمعنى المضي ؛وبالمستأخرين الذين تأخروا وهم الباقون بعد انقراض غيرهم إلى أجل يأتي .
والسين والتاء في الوصفين للتأكيد مثل استجاب ؛ولكن قولهم استقدم بمعنى تقدم على خلاف القياس لأن فعله رباعي .وقد تقدم عند قوله تعالى{ لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} في سورة الأعراف ( 34 ) .
وقد تقدم في طالع تفسير هذه السورة الخبر الذي أخرجه الترمذي في جامعه من طريق نوح بن قيس ومن طريق جعفر بن سليمان في سبب نزول هذه الآية .وهو خبر واهٍ لا يلاقي انتظام هذه الآيات ولا يكون إلا من التفاسير الضعيفة .