عطفت جملة أمره بالخروج بالفاء لأن ذلك الأمر تفرع على جوابه المُنبىء عن كفره وعدم تأهله للبقاء في السماوات .
والفاء في{ فإنك رجيم} دالّة على سبب إخراجه من السماوات .و ( إنّ ) مؤذنة بالتعليل .وذلك إيماء إلى سبب إخراجه من عوالم القدس ،وهو ما يقتضيه وصفه بالرجيم متلوث الطوية وخبث النفس ،أي حيث ظهر هذا فيك فقد خبثت نفسك خبثاً لا يرجى بعده صلاح فلا تَبقى في عالم القدس والنزاهة .
والرجيم: المطرود .وهو كناية عن الحقارة .وتقدم في أول هذه السورة{ وحفظناها من كل شيطان رجيم}[ سورة الحجر: 17] .
وضمير{ منها} عائد إلى السماوات وإن لم تذكر لدلالة ذكر الملائكة عليها .وقيل: إلى الجنة .وقد اختلف علماؤنا في أنها موجودة .
و{ اللعنة}: السّبّ بالطرد .و ( على ) مستعملة في الاستعلاء المجازي ؛وهو تمكن اللعنة والشتم منه حتى كأنه يقع فوقه .