جملة{ لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون} واقعة موقع النتيجة لما قبلها ،لأن ما قبلها صار كالدليل على مضمونها ،ولذلك افتتحت بكلمة نفي الشكّ .
فإن{ لا جَرم} بمعنى ( لا محالة ) أو ( لا بُد ) .وقد تقدّم آنفاً في هذه السورة عند قوله تعالى:{ لا جرم أن الله يعلم ما يسرّون وما يعلنون} وتقدم بسط تفسيرها عند قوله تعالى:{ لا جرم أنّهم في الآخرة هم الأخسرون} في سورة هود ( 22 ) .
والمعنى: أن خسارتهم هي الخسارة ،لأنهم أضاعوا النعيم إضاعة أبدية .
ويجري هذا المعنى على كلا الوجهين المتقدّمين في ما صْدق ( مَن ) من قوله:{ من كفر بالله}[ سورة النحل: 106] الآية .
ووقع في سورة هود ( 22 ){ هم الأخسرون} ووقع هنا{ هم الخاسرون} لأن آية سورة هود ( 21 ) تقدّمها{ أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون} ،فكان المقصود بيان أن خسارتهم في الآخرة أشدّ من خسارتهم في الدنيا .