/م106
المفردات:
لا جرم: أي: حقا .
التفسير:
{لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون} .
أي: حقا إنهم في الآخرة هم المغبونون ؛لأنهم اشتروا عرضا قليلا ،وباعوا نعيما أبديا سرمديا ؛فخسرت تجارتهم وعاد ذلك عليهم بالوبال والنكال في جهنم وبئس القرار .
ولله در من قال:
إذا كان رأس المال عمرك فاحترس*** عليه من الإنفاق في غير واجب
وقد حكم الله على هؤلاء الكافرين بسبعة أشياء:
1إنهم استوجبوا غضب الله .
2إنهم استحقوا عذابه العظيم .
3إنهم استحبوا الحياة الدنيا .
4إنهم حرموا من الهداية .
5إنه طبع على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم .
6إنهم غفلوا عن الحق .
7إنهم خاسرون في الآخرة .
قال مجاهد:
أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وأبو بكر ،وخباب ،وصهيب ،وبلال ،وعمار ،وسمية ،أما الرسول ؛فحماه أبو طالب ،وأما أبو بكر ؛فحماه قومه ،وأخذ الآخرون وألبسوا دروع الحديد ،ثم أجلسوا في الشمس ،فبلغ منهم الجهد بحرّ الحديد والشمس ،وأتاهم أبو جهل يشتمهم ويوبخهم ،ويشتم سمية ،ثم طعنها بحربة في ملمس العفة ،وقال الآخرون: ما نالوا به منهم ،إلا بلالا ،فإنهم جعلوا يعذبونه فيقول: أحد أحد ؛حتى ملوا ؛فكتفوه وجعلوا في عنقه حبلا من ليف ،ودفعوه إلى صبيانهم يلعبون به ؛حتى ملوه فتركوه ،وقال عمار: كلنا تكلم بالذي أرادوا ،غير بلال ؛فإن نفسه هانت عليه فتركوه ،وقال خباب: لقد أوقدوا لي نارا ما أطفأها إلا ودك ( دهن ) ظهري .