تفريع{ فادخلوا أبواب جهنم} على إبطال نفيهم عمل السّوء ظاهر ،لأنّ إثبات كونهم كانوا يعملون السّوء يقتضي استحقاقهم العذاب ،وذلك عندما كشف لهم عن مقرّهم الأخير ،كما جاء في الحديث «القبر روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النّار» .ونظيره قوله تعالى:{ ولو ترى إذ يتوفّى الّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق}[ سورة الأنفال: 50] .
وجملة{ فلبئس مثوى المتكبرين} تذييل .يحتمل أن يكون حكاية كلام الملائكة ،والأظهر أنّه من كلام الله الحكاية لا من المحكيّ ،ووصفهم بالمتكبّرين يرجّح ذلك ،فإنّه لربط هذه الصفة بالموصوف في قوله تعالى{ قلوبهم منكرة وهم مستكبرون}[ سورة النحل: 22] .واللّام الدّاخلة على بئس لام القسم .
والمثوى .المرجع .من ثوى إذا رجع ،أو المقام من ثوى إذا أقام .وتقدّم في قوله تعالى:{ قال النار مثواكم} في سورة الأنعام ( 128 ) .
ولم يعبّر عن جهنّم بالدار كما عبّر عن الجنّة فيما يأتي بقوله تعالى:{ ولنعم دار المتقين}[ سورة النحل: 30] تحقيراً لهم وأنّهم ليسوا في جهنّم بمنزلة أهل الدّار بل هم متراصّون في النار وهم في مثوى ،أي محل ثواء .