لما ذكروا بالعناد والمكابرة أتبع بالتعريض بتهديدهم على ذلك بتذكيرهم بالأمم التي استأصلها الله لجبروتها وتعنّتها لتكون لهم قياساً ومثلاً .فالجملة معطوفة على جملة{ فإنما يسرناه بلسانك}[ مريم: 97] باعتبار ما تضمنته من بشارة المؤمنين ونذارة المعاندين ،لأنّ في التعريض بالوعيد لهم نذارة لهم وبشارة للمؤمنين باقتراب إراحتهم من ضرّهم .
و{ كم} خبرية عن كثرة العدد .
والقرن: الأمة والجيل .ويطلق على الزمان الذي تعيش فيه الأمّة ،وشاع تقديره بمائة سنة .و{ من} بيانية ،وما بعدها تمييز{ كم} .
والاستفهام في{ هل تُحسّ منهم من أحد} إنكاري ،والخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم تبعاً لقوله:{ فإنما يسرناه بلسانك أي ما تُحسّ ،أي ما تشعر بأحد منهم .والإحساس: الإدراك بالحس ،أي لا ترى منهم أحداً .
والركز: الصوت الخفيّ ،ويقال: الرز ،وقد روي بهما قول لبيد:
وتَوَجّسَتْ رِكْزَ الأنيس فراعها *** عن ظهر عيب والأنيس سَقامُها
وهو كناية عن اضمحلالهم ،كني باضمحلال لوازم الوجود عن اضمحلال وجودهم .