{رِكْزا}: الركز: الصوت الخفي .
{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ} من هذه الجماعات التي كانت تتجمع في دوائر محدودة فبادت وتناولتها أيدي الفناء ،فلم تبق على شيء منها ،ولم يعد لها إلا ذكريات التاريخ القديم الضائع فلا يحس بهم أحد ،{هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِّنْ أحدٍ أو تسمع لهم ركزاً} يتحرك ليدل على الوجود .ولكن إذا جاء الموت ،فإنه لا يُبْقي أثراً من حركة الحياة ،ومن صوت خفيف أو قوي يدل على مثل هذه الحركة ،أو يؤكد ذاك الوجود .
وهكذا تنتهي السورة ،لتقود الإنسان إلى التأمُّل في كل التاريخ القديم ،ولتحثه على صنع تاريخه الجديد في مستقبل حياته ،وذلك بطريقة تستلهم كل أفكارها ومعانيها من أجواء التأمل ،لتأخذ العبرة دائماً ،للمستقبل ،من حركة الأجيال المتتابعة التي يطل منها كل جيل في تجربته على الجيل الآخر ...