قوله:{ خالدين فيها} تصريح بلازم اللعنة الدائمة فالضمير عائد لجهنم لأنها معروفة من المقام مثل{ حتى توارت بالحجاب}[ ص: 32] ،{ كلا إذا بلغت التراقي}[ القيامة: 26] ،ويجوز أن يعود إلى اللعنة ويراد أثرها ولازمها .
وقوله:{ لا يخفف عنهم العذاب} أي لأن كفرهم عظيم يصدهم عن خيرات كثيرة بخلاف كفر أهل الكتاب .
والإنظار الإمهال ،نظره نظرة أمهله ،والظاهر أن المراد ولا هم يمهلون في نزول العذاب بهم في الدنيا وهو عذاب القتل إذ لا يقبل منهم إلاّ الإسلام دون الجزية بخلاف أهل الكتاب وهذا كقوله تعالى:{ إنا كاشفوا العذاب قليلاً إنكم عائدون ،يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون}[ الدخان: 15 ،16] وهي بطشة يوم بدر .وقيل:{ ينظرون} هنا من نظر العين وهو يتعدى بنفسه كما يتعدى بإلى أي لا ينظر الله إليهم يوم القيامة وهو كناية عن الغضب والتحقير .
وجيء بالجملة الاسمية لدلالتها على الثبات والاستقرار بخلاف قوله:{ أولئك عليهم لعنة الله} فالمقصود التجدد ليكونوا غير آيسين من التوبة .