{ تنزيلاً} حال من{ القُرءَانَ} ثانية .
والمقصود منها التنويه بالقرآن والعناية به لينتقل من ذلك إلى الكناية بأن الذي أنزله عليك بهذه المثابة لا يترك نصرك وتأييدك .
والعدول عن اسم الجلالة أو عن ضميره إلى الموصولية لما تؤذن به الصلة من تحتم إفراده بالعبادة ،لأنه خالق المخاطبين بالقرآن وغيرهم مما هو أعظم منهم خلقاً ،ولذلك وُصف والسَّمَاوات بالعُلَى صفةً كاشفةً زيادة في تقرير معنى عظمة خالقها .وأيضاً لمّا كان ذلك شأن مُنْزل القرآن لا جرم كان القرآن شيئاً عظيماً ،كقول الفرزدق:
إنّ الذي سمك السماء بنى لنا *** بيتاً دعائمه أعزّ وأطول