ثم أشار إلى تضخيم شأن هذا المنزل الكريم ،لنسبته إلى المتفرد بصفاته وأفعاله ،بقوله:
{ تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ} قرئ بالرفع على المدح .أي هو الرحمن .وبالجر على أنه صفة للموصول .وقوله:{ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} أي علا وارتفع .قاله ابن جرير .وقد ذهب الخلف إلى جعل ذلك مجازا عن الملك والسلطان .كقولهم ( استوى فلان على سرير الملك ) وإن لم يقعد على السرير أصلا .
وقد تقدم الكلام على ذلك في سورة الأعراف بما أغنى عن إعادته أيضا .
قال ابن كثير:والمسلك الأسلم في ذلك طريقة السلف ،من إمرار ما جاء في ذلك من الكتاب والسنة ،من غير تكييف ولا تحريف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل .
وقد أسلفنا ما حققته أئمة الفلك الحديث ؛ من أن العرش جرم حقيقي موجود .وأنه مركز العوالم كلها .أي مركز الجذب والتدبير والتأثير والنظام .