وقوله تعالى:{ إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى} أي تذكيرا له .أي{ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} لتتعب بتبليغه ،ولكن تذكرة لمن في قلبه خشية ورقة يتأثر بالإنذار .والقصد أنه ما عليك إلا أن تبلغ وتذكر ،ولم يكتب عليك أن يؤمنوا لا محالة .وقد جرت السنة الإلهية في خطاب الرسول في مواضع من التنزيل ،أن ينهاه عن الحزن عليهم وضيق الصدر بهم ،كقوله تعالى:{ فلا يكن في صدرك حرج}{ فلعلك باخع نفسك على آثارهم}:{ ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} وهذه الآية من الباب أيضا .وفي ذلك كله من تكريم الرسول صلوات الله عليه ،وحسن العناية به والرأفة ،ما لا يخفى .