جملة{ كُلُوا} مقولٌ محذوف .تقديره: وقلنا أو قائلين .وتقدم نظيره في سورة البقرة .
وقرأ الجمهور{ ما رزقناكم} بنون العظمة .وقرأه حمزة ،والكسائي ،وخلف ما رزقتكم بتاء المفرد .
والطغيان: أشدّ الكِبر .
ومعنى النهي عن الطغيان في الرزق: النهي عن ترك الشكر عليه وقلّة الاكتراث بعبادة المُنعِم .
وحرف ( في ) الظرفيّة استعارةٌ تبعية ؛شبه ملابسة الطغيان للنّعمة بحلول الطغيان فيها تشبيهاً للنعمة الكثيرة بالوعاء المحيط بالمنعَم عليه على طريقة المكنية ،وحرف الظرفية قرينتها .
والحلول: النزول والإقامة بالمكان ؛شبهت إصابة آثار الغضب إياهم بحلول الجيش ونحوه بديار قوم .
وقرأ الجمهور فيحِلّ عليكم بكسر الحاء وقرأوا ومن يحلِل عليه غضبي بكسر اللاّم الأولى على أنهما فعلا حَلّ الدّيْن يقال: حلّ الديْن إذا آن أجل أدائه .وقرأه الكسائي بالضمّ في الفعلين على أنّه من حلّ بالمكان يحُلّ إذا نزل به .كذا في « الكشاف » ولم يتعقبوه .
وهذا مما أهمله ابن مالك في « لامية الأفعال » ،ولم يستدركه شارحها بَحْرَق اليمني في « الشرح الكبير » .ووقع في « المصباح » ما يخالفه ولا يعوّل عليه .وظاهر « القاموس » أن حلّ بمعنى نزل يستعمل قاصراً ومتعدياً ،ولم أقف لهم على شاهد في ذلك .
وهوَى: سقط من علوّ ،وقد استعير هنا للهلاك الذي لا نهوض بعده ،كما قالوا: هوت أمّه ،دعاء عليه ،وكما يقال: ويل أمّه ،ومنه:{ فأمه هاوية}[ القارعة: 9] ،فأريد هويّ مخصوص ،وهو الهوي من جبل أو سطح بقرينة التهديد .