قوله:{ فيأتيهم بغتة} صالح للعذابين: عذاب الآخرة يأتي عقب الموت والموت يحصل بغتة ،وعذابِ الدنيا بالسيف يحصل بغتة حين الضرب بالسيف .
والفاء في قوله:{ فيأتيهم} عاطفة لفعل{ يأتيهم} على فعل{ يروا} كما دل عليه نصب{ يأتيهَم} وذلك ما يستلزمه معنى العطف من إفادة التعقيب فيثير إشكالاً بأن إتيان العذاب لا يكون بعد رؤيتهم إياه بل هما حاصلان مقترنين فتعيّن تأويل معنى الآية .وقد حاول صاحب « الكشاف » والكاتبون عليه تأويلها بما لا تطمئن له النفس .
والوجه عندي في تأويلها أن تكون جملة:{ فيأتيهم بغتة} بدل اشتمال من جملة{ يروا العذاب الأليم} وأدخلت الفاء فيها لبيان صورة الاشتمال ،أي أن رؤية العذاب مشتملة على حصوله بغتة ،أي يرونه دفعة دون سبق أشراطٍ له .