وسأل المغفرة لأبيه قبل سؤال أن لا يخزيه الله يوم القيامة لأنه أراد أن لا يلحقه يومئذ شيء ينكسر منه خاطره وقد اجتهد في العمل المبلغ لذلك واستعان الله على ذلك وما بقيت له حزازة إلا حزازة كفر أبيه فسأل المغفرة له لأنه إذا جيء بأبيه مع الضالين لحقه انكسار ولو كان قد استجيب له بقية دعواته ،فكان هذا آخر شيء تخوف منه لحاق مهانة نفسية من جهة أصله لا من جهة ذاته .و في الحديث أنه يؤتي بأبي إبراهيم يوم القيامة في صورة ذيح{ أي ضبع ذكر} فيلقى في النار فلا يشعر به أهل الموقف فذلك إجابة قوله{ ولا تخزني يوم يبعثون} أي قطعا لما فيه شائبة الخزي .
وتقدم الكلام على معنى الخزي عند تفسير قوله تعالى{ إلا خزي في الحياة الدنيا} في سورة البقرة ،وقوله{ إنك من تدخل النار فقد أخزيته} في آل عمران .
وضمير{ يبعثون} راجع إلى العباد المعلوم من المقام .