وجملة:{ وإن ربك لهو العزيز الرحيم} تذييل لهذا الخبر: بوصف الله بالعزة ،أي تمام القدرة فتعلمون أنه لو شاء لعجّل لهم العقاب ،وبوصف الرحمة إيماء إلى أن في إمهالهم رحمة بهم لعلهم يشكرون ،ورحيم بك .قال تعالى:{ وربُّك الغفور ذو الرحمة لو يُؤاخذهم بما كسبوا لعجَّل لهم العذاب}[ الكهف: 58] .وفي وصف الرحمة إيماء إلى أنه يرحم رسله بتأييده ونصره .
واعلم أن هذا الاستدلال لما كان عقلياً اقتصر عليه ولم يكرر بغيره من نوع الأدلة العقلية كما كررت الدلائل الحاصلة من العبرة بأحوال الأمم من قوله:{ وإذ نادى ربُّك موسى}[ الشعراء: 10] إلى آخر قصة أصحاب لَيْكة .