وفي آخر آية من الآيات محل البحث يرد الخطاب في تعبير يدلُّ على التهديد والترهيب والتشويق والترغيب ،فيقول سبحانه: ( وإن ربّك لهو العزيز الرحيم ) ...
«العزيز » معناه المقتدر الذي لا يغلب ولا يُقهر ،فهو قادر على إظهار الآيات العظمى ،كما أنه قادر على إهلاك المكذبين وتدميرهم ..إلاّ أنّه مع كل ذلك رحيم ،ورحمته وسعت كل شيء ،ويكفي الرجوع بإخلاص إليه في لحظة قصيرة !لتشمل رحمته من أناب إليه وتاب ،فيعفو عنه بلطفه ورحمته !ولعل تقديم كلمة «العزيز » على «الرحيم » لأنّه لو تقدمت كلمة الرحيم على العزيز لأشعرت الإحساس بالضعف ،إلاّ أنّه قدم سبحانه الوصف بالعزيز ليُعلم أنّه وهو في منتهى قدرته ذو رحمة واسعة !