وقوله:{ آتيك} يجوز أن يكون فعلاً مضارعاً من أتى ،وأن يكون اسم فاعل منه ،والباء على الاحتمالين للتعدية .ولمّا علم سليمان بأنها ستحضر عنده أراد أن يبهتها بإحضار عرشها الذي تفتخر به وتعده نادرة الدنيا ،فخاطب ملأه ليظهر منهم منتهى علمهم وقوتهم .فالباء في{ بعرشها} كالباء في قوله:{ فلنأتينّهم بجنود}[ النمل: 37] تحتمل الوجهين .
وجملة:{ قال يا أيها الملؤا} مستأنفة ابتداء لجزء من قصة .وجملة:{ قال عفريت} واقعة موقع جواب المحاورة ففصلت على أسلوب المحاورات كما تقدم غير مرة .وجملة:{ قال الذي عنده علم من الكتاب} أيضاً جواب محاورة .
ومعنى{ عفريت} حسبما يستخلص من مختلف كلمات أهل اللغة أنه اسم للشديد الذي لا يصاب ولا ينال ،فهو يُتَّقى لشَره .وأصله اسم لعُتاة الجن ،ويوصف به الناس على معنى التشبيه .