وهنا أظهر شخصان استعدادهما لامتثال طلب سليمان( عليه السلام ) ،وكان أمر أحدهما عجيباً والآخر أعجب !إذ ( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ){[2992]} .فهذا الأمر علي يسير ،ولا أجد فيه مشقة ،كما أنّي لا أخونك أبداً ،لأنّي قادر على ذلك ( وإني عليه لقوىّ أمين ) .
و«العفريت » ...معناه المارد الخبيث .
وجملة ( وإنّي عليه لقوي أمين ) المشفوعة بالتأكيدات من عدّة جهات «إنّ والجملة الاسمية ،ولام التوكيد » تشير إلى احتمال خيانة هذا العفريت ...لذلك فقد أظهر الدفاع عن نفسه بأنه أمين وفىّ .
وعلى كل حال فإنّ قصّة «سليمان » مملوءة بالعجائب الخارقة للعاداتفلا عجب أن يُرى عفريت بهذه الحالة مُبدياً استعداده للقيام بهذه المهمّة خلال سويعات ..وسليمان يقضي بين الناس ،أو يتابع أُمور مملكته ،أو يقدم نصحه وإرشاده للآخرين .
/خ40