تخلص من إثبات بعثة الرسل وبعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلى إبطال الشركاء لله ،فالجملة معطوفة على جملة{ أفمن وعدناه وعداً حسناً}[ القصص: 61] مفيدة سبب كونهم من المحضرين ،أي لأنهم اتخذوا من دون الله شركاء ،وزعموا أنهم يشفعون لهم فإذا هم لا يجدونهم يوم يحضرون للعذاب ،فلك أن تجعل مبدأ الجملة قوله{ يناديهم} فيكون عطفاً على جملة{ ثم هو يوم القيامة من المحضرين}[ القصص: 61] أي يحضرون و{ يناديهم فيقول: أين شركائي} الخ .ولك أن تجعل مبدأ الجملة قوله{ يوم يناديهم} .ولك أن تجعله عطف مفردات فيكون{ يوم يناديهم} عطفاً على{ يوم القيامة من المحضرين}[ القصص: 61] فيكون{ يوم يناديهم} عين{ يوم القيامة} وكان حقه أن يأتي بدلاً من{ يوم القيامة} لكنه عدل عن الإبدال إلى العطف لاختلاف حال ذلك اليوم باختلاف العنوان ،فنزل منزلة يوم مغاير زيادة في تهويل ذلك اليوم .
ولك أن تجعل{ يوم يناديهم} منصوباً بفعل مقدر بعد واو العطف بتقدير: اذكر ،أو بتقدير فعل دل عليه معنى النداء .واستفهام التوبيخ من حصول أمر فظيع ،تقديره: يوم يناديهم يكون ما لا يوصف من الرعب .
وضمير{ يناديهم} المرفوع عائد إلى الله تعالى .وضمير الجمع المنصوب عائد إلى المتحدث عنهم في الآيات السابقة ابتداء من قوله{ وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا}[ القصص: 57] فالمنادون جميع المشركين كما اقتضاه قوله تعالى{ أين شركائي الذين كنتم تزعمون} .
والاستفهام بكلمة{ أين} ظاهره استفهام عن المكان الذي يوجد فيه الشركاء ولكنه مستعمل كناية عن انتفاء وجود الشركاء المزعومين يومئذ ،فالاستفهام مستعمل في الانتفاء .
ومفعولا{ تزعمون} محذوفان دل عليهما{ شركائي الذين كنتم تزعمون} أي تزعمونهم شركائي ،وهذا الحذف اختصار وهو جائز في مفعولي ( ظن ) .