وقوله:{ الذِينَ صَبَرُوا} خبر مبتدأ محذوف اتباعاً للاستعمال والتقدير: هم الذين صبروا .والمراد: صبرهم على إقامة الدين وتحمل أذى المشركين ،وقد علموا أ ،هم لاقوه فتوكلوا على ربّهم ولم يعبأوا بقطيعة قومهم ولا بحرمانهم من أموالهم ثم فارقوا أوطانهم فراراً بدينهم من الفتن .
ومن اللطائف مقابلة غشيان العذاب للكفار من فوقهم ومن تحت أرجلهم بغشيان النعيم للمؤمن من فوقهم بالغرف ومن تحتهم بالأنهار .وتقديم المجرور على متعلّقة من قوله:{ وعلى ربهم يتوكلون} للاهتمام .وتقدم
معنى التوكل عند قوله:{ فإِذا عزمت فتوكل على الله} في سورة آل عمران[ 159] .