/م56
{الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون} .
التفسير:
ونلمح ان الله تعالى يمدح المؤمنين ويثني على صفاتهم بعد أن ذكر عقاب الكافرين ووعيدهم فقد أثنى الله على صفاتهم ومنها الصبر والتوكل أي صبروا على أذى المشركين وعلى الهجرة وفراق الوطن متوكلين على الله فهم قد عملوا ما عليهم وتركوا لله نجاح سعيهم وهذه حقيقة التوكل أي: الأخذ بالأسباب وترك النتائج على رب الأرباب ،وبهذا نفرق بين التوكل والتواكل ،فقد رأى سيدنا عمر بن الخطاب قوما من أهل اليمن فقال لهم: ما حرفتكم ؟قالوا: نحن متوكلون فقال لهم: أنتم متواكلون ،المتوكل هو الذي يبذر البذرة وينتظر من الله إنضاج الثمرة .
أي أن الفلاح يحرث الأرض ويسقيها ويبذر البذرة ويتعهدها بالنظافة والسماد والسقي ثم ينتظر الحصاد ،وكذلك المتوكل يأخذ بالأسباب ويعمل الأعمال اللازمة في السعي للدنيا والجهاد والهجرة ،ثم يتوكل على الله معتمدا على فضله ورزقه .