التَّمحيص: التنقية والتخليص من العيوب .
والمحق: الإهلاك .وقد جعل الله تعالى مسّ القرح المؤمنين والكفار فاعلاً فِعلاً واحداً: هو فضيلة في جانب المؤمنين ،ورزّية في جانب الكافرين ،فجعله للمؤمنين تمحيصاً وزيادة في تزكية أنفسهم ،واعتباراً بمواعظ الله تعالى ،وجعله للكافرين هلاكاً ،لأنّ ما أصابهم في بدر تناسوه ،وما انتصروه في أحُد يزيدهم ثقة بأنفسهم فيتواكلون ؛يظنون المسلمين قد ذهب بأسهم ،على أنّ المؤمنين في ازدياد ،فلا ينقصهم من قُتل منهم ،والكفّار في تناقض فمن ذهب منهم نفد .وكذلك شأن المواعظ والنذر والعبر قد تكسب بعض النُّفوس كمالاً وبَعْضها نقصاً قال أبو الطيب:
فحُبّ الجبان العيش أورده التُّقى *** وحبّ الشجاع العيش أورده الحربا
ويختلف القصدَان والفعل واحد *** إلى أن نَرى إحسانَ هذا لنا ذنبــا
وقال تعالى:{ وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيماناً فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم}[ التوبة: 124 ،125] ،وقال:{ وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً}[ الإسراء: 82] وهذا من بديع تقدير الله تعالى .