لما انتهى ما أقيمت عليه السُورة من دلائل الوحدانية وإثبات البعث عقب ذلك بالتنويه بالقرآن وبلوغه الغاية القصوى في البيان والهدى .
والضرب حقيقته: الوضع والإلصاق ،واستعير في مثل هذه الآية للذكر والتبيين لأنه كوضع الدالِّ بلصق المدلول ،وتقدم في قوله تعالى:{ إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما}[ البقرة: 26] وتقدم أيضاً آنفاً عند قوله{ ضرَب لكم مثلاً من أنفسكم}[ الروم: 28] ،وهذا كقوله تعالى{ ولقد صرفنا للناس في هذا القرءان من كل مثل} المتقدم في سورة الإسراء ( 89 ) ،و ( الناس ) أُريد به المشركون لأنهم المقصود من تكرير هذه الأمثال ،وعطف عليه قوله{ ولئن جئتهم بآية} الخ فهو وصف لتلقي المشركين أمثال القرآن فإذا جاءهم الرسول صلى الله عليه وسلم بآية من القرآن فيها إرشادهم تلقوها بالاعتباط والإنكار البحت فقالوا{ إن أنتم إلا مبطلون} .
/د58