وقد أكد ذلك بمضمون جملة إن هذا لهو البلاء المبين} أي هذا التكليف الذي كلّفناك هو الاختبار البيّن ،أي الظاهر دلالة على مرتبة عظيمة من امتثال أمر الله .
واستعمل لفظ البلاء مجازاً في لازمه وهو الشهادة بمرتبةِ مَن لو اختُبر بمثل ذلك التكليف لعُلمت مرتبته في الطاعة والصبر وقوة اليقين .
وجملة{ إن هذا لهو البلاء المبين} في محل العلة لجملة{ إنَّا كذلك نجزي المحسنين} على نحو ما تقدم في موقع جملة{ إنه من عبادنا المؤمنين}[ الصافات: 81] في قصة نوح .
وجواب{ فلمَّا أسلما} محذوف دل عليه قوله:{ وناديناهُ} ،وإنما جيء به في صورة العطف إيثاراً لما في ذلك من معنى القصة على أن يكون جواباً لأن الدلالة على الجواب تحصل بعطف بعض القصة دون العكس ،وحذفُ الجواب في مثل هذا كثير في القرآن وهو من أساليبه ومثله قوله تعالى:{ فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون ،وجاءوا أباهم عشاء يبكون}[ يوسف: 15 - 16] .