الفاء فصيحة لأنها تفصح عن كلام مقدر دل عليه قوله:{ فلولا أنه كان من المُسبحين للبِثَ في بطنِهِ}[ الصافات: 143 - 144] .فالتقدير: يسبح ربه في بطن الحوت أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجاب الله له ونجاه كما في سورة الأنبياء .والمعنى: فلفظه الحوت وقاءهُ ،وحَمِلهُ الموج إلى الشاطىء .
والنبذ: الإِلقاء وأسند نَبذه إلى الله لأن الله هو الذي سخر الحوت لقذفه من بطنه إلى شاطىء لا شجَر فيه .والعراء: الأرض التي لا شجر فيها ولا ما يغطيها .
وكان يونس قد خرج من بطن الحوت سقيماً لأن أمعاء الحوت أضرّت بجلده بحركتها حوله فإنه كان قد نزع ثيابه عندما أريد رميه في البحر ليخف للسباحة ،ولعل الله أصاب الحوت بشبه الإِغماء فتعطلت حركة هضمه تعطلاً مّا فبقي كالخَدر لئلا تضر أمعاؤه لحم يونس .