يقارن استكبارهم أن يقول بعضهم لبعض: لا نترك آلهتنا لشاعر مجنون ،وأتوا بالنفي على وجه الاستفهام الإِنكاري إظهاراً لكون ما يدعوهم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم أمر منكر لا يُطمع في قبولهم إياه ،تحذيراً لمن يسمع مقالتهم من أن يجول في خاطره تأمل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم{ لا إله إلا الله} .وقوّوا هذا التحذيرَ بجعل حرف الإِنكار مسلّطاً على الجملة الموكَّدة بحرف التوكيد للدلالة على أنهم إذا أتوا ما أنكروه كانوا قد تحقَّق تركُهم آلهتهم تنزيلاً لبعض المخاطبين منزلة من يشك في أن الإِيمان بتوحيد الإِله يفضي إلى ترك آلهتهم ليسدّوا على المخاطبين منافذ التردد أن يتطرق منها إلى خواطرهم .
واللام في{ لِشَاعِرٍ} لام العلة والأجْل ،أي لأجْل شاعر ،أي لأجْل دعوته .
وقولهم: « شاعر مجنون » قول موزع ،أي يقول بعضهم: هو شاعر ،وبعضهم: هو مجنون ،أو يقولون مرة: شاعر ،ومرة: مجنون ،كما في الآية الأخرى{ كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون}[ الذاريات: 52] .