لكن هؤلاء برّروا ارتكابهم للذنوب الكبيرة بتبريرات أسوأ من ذنوبهم ،كقولهم: هل نترك آلهتنا وأصنامنا من أجل شاعر مجنون ( ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ) .
لقد أطلقوا على النّبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كلمة ( شاعر ) لأنّ كلامه كان ينفذ إلى قلوبهم ويحرّك عواطفهم ،فأحياناً كان يتكلّم إليهم بكلام يفوق أفضل الأشعار وزناً ،في الوقت الذي لم يكن حديثه شعراً ،وكانوا يعتبرونه ( مجنوناً ) لكونه لم يتلوّن بلون المحيط الذي يعيش فيه ،ووقف موقفاً صلباً أمام العقائد الخرافية التي يعتقد بها المجتمع المتعصّب حينذاك ،الموقف الذي اعتبره المجتمع الضالّ في ذاك الوقت نوع من الانتحار الجنوني ،في الوقت الذي كان أكبر فخر لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،هو عدم استسلامه للوضع السائد حينذاك .