واستعارة الإِذاقة لإِهانة الخزي تخييلية وهي من تشبيه المعقول بالمحسوس .
وعطف عليه{ ولعذاب الآخرة أكبر} للاحتراس ،أي أن عذاب الآخرة هو الجزاء ،وأما عذاب الدنيا فقد يصيب الله به بعض الظلمة زيادة خزي لهم .
وقوله:{ لو كانوا يعلمون} جملة معترضة في آخر الكلام .ومفعول{ يَعْلَمُونَ} دل عليه الكلام المتقدم ،أي لو كان هؤلاء يعلمون أن الله أذاق الآخرين الخزي في الدنيا بسبب تكذيبهم الرسل ،وأن الله أعدّ لهم عذاباً في الآخرة هو أشد .وضمير{ يَعْلَمُونَ} عائد إلى ما عاد إليه ضمير{ قَبْلِهِمْ} .وجواب{ لو} محذوف دل عليه التعريض بالوعيد في قوله:{ كَذَّبَ الذين من قَبْلِهم} الآية ،تقديره: لو كانوا يعلمون أن ما حلّ بهم سببه تكذيبهم رسلهم كما كذّب هؤلاء محمداً صلى الله عليه وسلم .
ووصف عذاب الآخرة ب{ أكبر} بمعنى: أشد فهو أشد كيفية من عذاب الدنيا وأشد كمية لأنه أبدي .