استثنى من هذا الوعيد من آمن من المنافقين ،وأصلح حاله ،واعتصم بالله دون الاعتزاز بالكافرين ،وأخلص دينه لله ،فلم يشبْه بتردّد ولا تربّص بانتظار من ينتصر من الفريقين: المؤمنين والكافرين ،فأخبر أنّ من صارت حاله إلى هذا الخير فهو مع المؤمنين ،وفي لفظ ( مع ) إيماء إلى فضيلة من آمن من أوّل الأمر ولم يَصِم نفسه بالنفاق لأنّ ( مع ) تدخل على المتبوع وهو الأفصل .
وجيء باسم الإشارة في قوله:{ فأولئك مع المؤمنين} لزيادة تمييز هؤلاء الذين تابوا ،وللتنبيه على أنّهم أحرياء بما سيرد بعد اسم الإشارة .
وقد علم الناس ما أعدّ الله للمؤمنين بما تكرّر في القرآن ،ولكن زاده هنا تأكيداً بقوله:{ وسوف يؤتي الله المؤمنين أجراً عظيماً} .وحرف التنفيس هنا دلّ على أنّ المراد من الأجر أجر الدنيا وهو النصر وحسن العاقبة وأجر الآخرة ،إذ الكلّ مستقبل ،وأن ليس المراد منه الثواب لأنّه حصل من قبل .