قوله:{ إلا طريق جهنم} استثناء متّصل إن كان الطريق الذي نفي هديهم إليه الطريقَ الحقيقي ،ومنقطع إن أريد بالطريق الأوّل الهدى .وفي هذا الاستثناء تأكيد الشيء بما يشبه ضدّه: لأنّ الكلام مسوق للإنذار ،والاستثناء فيه رائحة إطماع ،ثُمّ إذا سمع المستثنى تبيّن أنّه من قبيل الإنذار .وفيه تهكّم لأنّه استثنى من الطريق المعمول{ لِيَهْدِيهم} ،وليس الإقحام بهم في طريق جهنّم بهدي لأنّ الهدي هو إرشاد الضالّ إلى المكان المحبوب .
ولذلك عقّبه بقوله:{ وكان ذلك} أي الإقحام بهم في طريق النّار على الله يسيراً إذ لا يعجزه شيء ،وإذ هم عبيده يصرفهم إلى حيث يشاء .