أعقب ذكر المؤمنين الموقنين العَاقلين المنتفعين بدلالة آيات الله وما يفيده مفهوم تلك الصفات التي أجريت عليهم من تعريض بالذين لم ينتفعوا بها ،بصريح ذكر أولئك الذين لم يؤمنوا ولم يعقلوها كما وصف لذلك قوله:{ فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون}[ الجاثية: 6] .
وافتتح ذكره بالويل له تعجيلاً لإنذاره وتهديده قبل ذكر حاله .و ( ويل له ) كلمة دعاء بالشكر وأصل الويل الشر وحلوله .
و ( الأفَّاك ) القويّ الإفك ،أي الكذب .والأثيم مبالغة أو صفة مشبهة وهو يدل على المبالغ في اقتراف الآثام ،أي الخطايا .وفسره الفيروزآبادي في « القاموس » بالكذّاب وهو تسامح وإنما الكذب جزئي من جزئيات الأثيم .