معنى{ فليس بمُعْجِزِ في الأرض} أنه لا ينجو من عقاب الله على عدم إجابته داعيه ،فمفعول{ معجز} مقدر دلّ عليه المضاف إليه في قوله:{ داعي الله} أي فليس بمعجز الله ،وقال في سورة الجن ( 12 ){ أن لن نُعْجِز الله في الأرض ولن نُعْجِزه هرباً} وهو نفي لأن يكون يعجز طالبه ،أي ناجياً من قدرة الله عليه .والكلام كناية عن المؤاخذة بالعقاب .
والمقصود من قوله:{ في الأرض} تعميم الجهات فجرى على أسلوب استعمال الكلام العربي وإلا فإن مكان الجن غير معيّن .و{ ليس له من دونه أولياء} ،أي لا نَصير ينصره على الله ويحميه منه ،فهو نفي أن يكون له سبيل إلى النجاة بالاستعصام بمكان لا تبلغ إليه قدرة الله ،ولا بالاحتماء بمن يستطيع حمايته من عقاب الله .وذكر هذا تعريض للمشركين .
واسم الإشارة في{ أولئك في ضلال مبين} للتنبيه على أن مَن هذه حالهم جديرون بما يرد بعد اسم الإشارة من الحكم لتسبب ما قبل اسم الإشارة فيه كما في قوله:{ أولئك على هدى من ربهم}[ لقمان: 5] .والظرفية المستفادة من{ في ضلال مبين} مجازية لإفادة قوة تلبسهم بالضلال حتى كأنهم في وعاء هو الضلال .والمبين: الواضح ،لأنه ضلال قامت الحجج والأدلة على أنه باطل .