وتذكر الآية الأخيرةمن هذه الآياتكلام مبلغي الجن ،فتقول: ( ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء ) ينصرونه من عذاب الله ،ولذلك فإنّ: ( أُولئك في ضلال مبين ) .
أي ضلال أشد وأسوأ وأجلى من أن يهبّ الإنسان إلى محاربة الحق ونبيّ الله ،بل حتى إلى محاربة الله الذي لا ملجأ له سواه في كلّ عالم الوجود ،ولا يستطيع الإنسان أن يفر من حكومته إلى مكان آخر ؟!
وقد قلنا مراراً: إنّ ( معجز )أو سائر مشتقات هذه الكلمةتعني في مثل هذه الموارد العجز عن المطاردة والتعقيب والمجازاة ،وبتعبير آخر: الفرار من قبضة العقاب .
وعبارة ( في الأرض ) إشارة إلى أنّكم حيثما تذهبون في الأرض فإنّه ملك الله وسلطانه ،ولا يمكن أن تكونوا خارج حدود قدرته وقبضته ،وإذا كانت الآية لا تتحدث عن السماء ،فلأنّ مكان الإنس والجن هو الأرض على كلّ حال .
/خ32