التّفسير
فاصبر كما صبر أولو العزم:
تواصل هذه الآياتوهي آخر آيات سورة الأحقافالبحث حول المعاد ،حيث جاءت الإشارة إلى مسألة المعاد في الآيات السابقة حكاية عن لسان مبلغي الجن .هذا من جهة .
ومن جهة أُخرى فإنّ سورة الأحقاف تتحدث في فصولها الأولى عن مسألة التوحيد ،وعظمة القرآن المجيد ،وإثبات نبوة نبي الإسلام( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،وتبحث في آخر فصل من هذه السورة مسألة المعاد لتكمل بذلك البحث في الأصول الإعتقادية الثلاثة .
تقول الآية الأولى: ( أوَ لم يروا أنّ الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحي الموتى بلى إنّه على كلّ شيء قدير ) فإنّ خلق السماوات والأرض مع موجوداتها المختلفة المتنوعة علامة قدرته تعالى على كلّ شيء ،لأنّ كل ما يقع في دائرة مخلوق لله في هذا العالم ،فإذا كان الأمر كذلك ،فكيف يمكن أن يكون عاجزاً عن إعادة حياة البشر ؟وهذا بحدِّ ذاته دليل قاطع مفحم على مسألة إمكان المعاد .
وأساساً فإنّ أفضل دليل على إمكان أي شيء وقوعه ،فكيف ندع إلى أنفسنا سبيلاً للشك في قدرة الله المطلقة على مسألة المعاد ونحن نرى نشأة الموجودات الحية وتولدها من موجودات ميتة ،وعلى هذا النطاق الواسع ؟
هذا أحد أدلة المعاد العديدة التي يؤكد عليها القرآن ويستند إليها في آيات مختلفة ،ومن جملتها الآية ( 81 ) من سورة يس{[4424]} .
/خ35