وتجسّد الآية التالية مشهداً من العذاب الأليم المحيط بالمجرمين ومنكري المعاد ،فتقول: ( ويوم يعرض الذين كفروا على النّار ) .
أجل ،فمرّة تُعرض النّار على الكافرين ،وأخرى يعرضون الكافرين على النّار ،ولكل من العرضين هدف أشير إليه قبل عدّة آيات .
وعندما يعرضون الكافرين على النّار ،ويرون ألسنة لهبها العظيمة المحرقة المرعبة يقال لهم: ( أليس هذا بالحق ) ؟وهل تستطيعون اليوم أن تنكروا البعث ومحكمة الله العادلة ،وثوابه وعقابه ،وتقولون: ما هذا إلاّ أساطير الأولين ؟
غير أنّ أُولئك الذين لا حيلة لهم: ( قالوا بلى وربّنا ) فهنا يقول الله سبحانه ،أو ملائكة العذاب: ( قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ) .
وبهذا فإنّهم يرون كلّ الحقائق بأُم أعينهم في ذلك اليوم ويعترفون بذلك الاعتراف الذي لن ينفعهم ،وسوف لن تكون نتيجته إلاّ الهم والحسرة ،وتأنيب الضمير والعذاب الروحي .
/خ35