و{ أم} منقطعة ،والاستفهام الذي تقتضيه{ أم} بعدها مستعمل في التوبيخ والتهكم .والتقدير: بل أأنتم لا تبصرون .
ومعنى{ لا تبصرون}: لا تبصرون المرئيات كما هي في الواقع فلعلكم تزعمون أنكم لا ترون ناراً كما كنتم في الدنيا تقولون:{ بيننا وبينك حجاب}[ فصلت: 5] أي فلا نراك ،وتقولون{ إنما سكرت أبصارنا}[ الحجر: 15] .
وجيء بالمسند إليه مخبراً عنه بخبر فعلي منفي لإِفادة تقوّي الحكم ،فلذلك لم يقل: أم لا تبصرون ،لأنه لا يفيد تقوياً ،ولا: أم لا تبصرون أنتم ،لأن مجيء الضمير المنفصل بعد الضمير المتصل يفيد تقرير المسند إليه المحكوم عليه بخلاف تقديم المسند إليه فإنه يفيد تأكيد الحكم وتقويته وهو أشد توكيداً ،وكل ذلك في طريقة التهكم .