المسُّ حقيقته مباشرة الجسم باليد وهو مرادف اللمس والجسّ ،ويستعار لإصابة جسم جسماً آخر كما في هذه الآية .
وقد تقدّم في قوله تعالى:{ ليَمَسَّنّ الذين كفروا منهم عذاب أليم} في سورة[ المائدة: 73] .ويستعار أيضاً للتَّكيّف بالأحوال كما يقال: به مسّ من الجنون .قال تعالى:{ إنّ الذين اتَّقوا ءا مسَّهم طائف من الشيطان تذكَّروا فإذا هم مبصرون}[ الأعراف: 201] .
وجمع الضمائر العائدة إلى ( مَنْ ) مراعاة لمعناها ،وأمَّا إفراد فعل{ آمن} و{ أصلح} فلرعي لفظها .
والباء للسببية ،و ( ما ) مصدرية ،أي بسبب فسقهم .والفسق حقيقته الخروج عن حدّ الخير .وشاع استعماله في القرآن في معنى الكفر وتجاوز حدود الله تعالى .وتقدّم تفصيله عند قوله تعالى:{ وما يضلّ به إلاّ الفاسقين} في سورة[ البقرة: 26] .
وجيء بخبر ( كان ) جملة مضارعية للإشارة إلى أنّ فسقهم كان متجدّداً متكرّراً ،على أنّ الإتيان ب ( كان ) أيضاً للدلالة على الاستمرار لأنّ ( كان ) إذا لم يقصد بها انقضاء خبرها فيما مضى دلَّت على استمرار الخبر بالقرينة ،كقوله تعالى:{ وكان الله غفوراً رحيما}[ النساء: 96] .