فذلكة لما تقدم وحصْر لحكم الآية المتقدمة .وهي تؤذن بانتهاء الغرض المسوق له الكلام من أوله .
والقصر المستفاد من جملة{ إنما ينهاكم الله} إلى آخرها قصر قلب لرد اعتقاد من ظن أو شكَّ في جواز صلة المشركين على الإِطلاق .والذين تحققت فيهم هذه الصفات يوم نزول الآية هم مشركو أهل مكة ،و{ أن تولوهم} بدل اشتمال من{ الذين قاتلوكم} ،{ ومن يتولهم} شرط ،وجيء في جواب الشرط باسم الإِشارة لتمييز المشار إليهم زيادة في إيضاح الحكم .
والمظاهرة: المعاونة .وذلك أن أهل مكة فريقان ،منهم من يأتي بالأسباب التي لا يحتمل المسلمون معها البقاء بمكة ،ومنهم من يعين على ذلك ويغري عليه .
والقصر المستفاد من قوله:{ فأولئك هم الظالمون} قصر ادعائي ،أي أن ظلمهم لشدَّته ووقوعه بعد النهي الشديد والتنبيه على الأخطاء والعصيان ظلم لا يغفر لأنه اعتداء على حقوق الله وحقوق المسلمين وعلى حق الظالم نفسه .