ولما كان وصف{ المصلين} غلب على المسلمين كما دل عليه قوله تعالى:{ ما سلككم في سقَر قالوا لم نك من المصلين} الآية[ المدثر: 42 ،43] ،أتبع وصف المصلين في الآية هذه بوصف{ الذين هم على صلاتهم دائمون} أي مواظبون على صلاتهم لا يتخلفون عن أدائها ولا يتركونها .والدوام على الشيء: عدم تركه ،وذلك في كل عمل بحسب ما يعتبر دواماً فيه ،كما تقرر في أصول الفقه في مسألة إفادة الأمر التكرار .
وفي إضافة ( صلاة ) إلى ضمير{ المصلين} تنويه باختصاصها بهم ،وهذا الوصف للمسلمين مُقابل وصف الكافرين في قوله:{ بعذاب واقع للكافرين}[ المعارج: 1 ،2] .
ومجيء الصلة جملةً اسمية دون أن يقال: الذين يدومون ،لقصد إفادتها الثبات تقوية كمفاد الدوام .
وإعادة اسم الموصول مع الصِّلات المعطوفة على قوله{ الذين هم على صلاتهم دائمون} لمزيد العناية بأصحاب تلك الصِّلات .