( الذين هم على صلاتهم دائمون ) .
هذا هي الخصوصية الأُولى لهم وأنّهم مرتبطين باللّه بشكل دائم ،وهذه الرابطة تتوثق بالصلاة ،الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر ،والصلاة التي تربي روح الإنسان وتذكره دائماً باللّه تعالى ،والسير بهذا الاتجاه سوف يمنعه من الغفلة والغرور ،والغرق في بحر الشهوات ،والوقوع في قبضة الشيطان وهوى النفس .
ومن الطبيعي أنّ المراد من الإدامة على الصلاة ليس أن يكون دائماً في حال الصلاة ،بل هو المحافظة على أوقات الصلاة المعينة .
من المعروف أنّ كل عمل جيد يقوم به الإنسان إنّما يترك فيه أثراً صالحاً فيما لو كان مستديماً ،ولهذا نقرأ في الحديث عن النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال: «إنّ أحبّ الأعمال إلى اللّه ما دام وإنّ قلّ »{[5446]} .
ونلاحظ في حديث عن الإمام الباقر( عليه السلام ) أنّه قال: «إذا فرض على نفسه شيئاً من النوافل دام عليه »{[5447]} .
وورد في حديث عنه( عليه السلام ) أنّه قال: «هذه الآية تعني النافلة ،آية ( والذين هم على صلاته يحافظون ) ( والتي تأتي فيما بعد ) تعني صلاة الفريضة » .وتجوز هذه المراعاة هنا ،إذ أنّ التعبير بالمحافظة هو ما يناسب الصلاة الواجبة والتي يجب المحافظة على أوقاتها المعينة ،وأمّا التعبير بالمداومة فهو ما يناسب الصلاة المستحبة وذلك بأنّ الإنسان يمكنه الإتيان بها أحياناً وتركها أحياناً أُخرى .