وأنهم كذبوا بالجزاء فلم يتطلبوا ما ينجيهم .وهذا كناية عن عدم إيمانهم ،سلكوا بها طريق الإِطناب المناسبَ لمقام التحسر والتلهف على ما فات ،فكأنهم قالوا: لأنا لم نكن من المؤمنين لأن أهل الإِيمان اشتهروا بأنهم أهل الصلاة ،وبأنهم في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ،وبأنهم يؤمنون بالآخرة وبيوم الدين ويصدقون الرسل وقد جمعها قوله تعالى في سورة البقرة ( 2 4 ){ هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون} .
وأصل الخوض الدخول في الماء ،ويستعار كثيراً للمحادثة المتكررة ،وقد اشتهر إطلاقه في القرآن على الجدال واللجاج غير المحمود قال تعالى:{ ثم ذرهم في خوضهم يلعبون}[ الأنعام: 91] وغيرَ ذلك ،وقد جمع الإِطلاقين قوله تعالى:{ وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره}[ الأنعام: 68] .
وباعتبار مجموع الأسباب الأربعة في جوابهم فضلاً عن معنى الكناية ،لم يكن في الآية ما يدل للقائلين بأن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة .
ويوم الدين: يوم الجزاء والجزاء .