وأخيراً يضيف: ( وكنّا نكذّب بيوم الدين حتى أتانا اليقين ) .
من الواضح أنّ إنكار المعاد ويوم الحساب والجزاء يزلزل جميع القيم الإلهية والأخلاقية ،ويشجع الإنسان على ارتكاب المحارم ،ويرفع كلّ مانع هذا الطريق ،خصوصاً إذا استمر إلى آخر العمر ،على كل حال فإنّ ما يستفاد من هذه الآيات أنّ الكفّار هم مكلّفون بفروع الدين ،كما هم مكلّفون بالأصول ،وكذلك تشير إلى أن الأركان الأربعة ،أي الصلاة والزّكاة وترك مجالس أهل الباطل ،والإيمان بالقيامة لها الأثر البالغ في تربية وهداية الإنسان ،وبهذا لا يمكن أن يكون الجحيم مكاناً للمصلين الواقعيين ،والمؤتين الزّكاة ،والتاركين الباطل والمؤمنين بالقيامة .
بالطبع فإنّ الصلاة هي عبادة اللّه ،ولكنّها لا تنفع إذا لم يمتلك الإنسان الإيمان به تعالى ،ولهذا فإنّ أداءها رمز للإيمان والاعتقاد باللّه والتسليم لأوامره ،ويمكن القول إنّ هذه الأمور الأربعة تبدأ بالتوحيد وتنتهي بالمعاد ،وتحقق العلاقة والرابطة بين الإنسان والخالق ،وكذا بين المخلوقين أنفسهم .