{وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} وهو يوم الجزاء الذي يقف فيه الناس جميعاً للحساب ،ليحاسبهم الله على ما عملوه من خيرٍ وشرٍّ ،وكان لهذا التكذيب أثره في إبعادنا عن مراقبة أعمالنا وأقوالنا وعلاقاتنا في خط المسؤولية أمام الله ،بل كانت كل اهتماماتنا في مصالحنا الدنيوية وأهوائنا الذاتية ،لأننا كنا نعتبر الحياة التي نحياها نهاية المطاف ،فلم يكن لدينا أيّ مبرر للتفكير بما هو خارج الحياة ،مما يختزنه الغيب الذي لم يكن لنا سبيلٌ إلى الإحساس به ،ولم تكن الرسالات التي جاء بها الرسل واردةً في حسابنا كمصدرٍ لمعرفة الحقيقة ،لأن نوازعنا الذاتية ،وتقاليدنا التاريخية ،كانت ترفض ذلك ،وهذا ما جعلنا نصل إلى الدار الآخرة من دون أيّة فرصةٍ للخلاص .